الحرب في اليمن باتجاه التصعيد السعودي وليس التهدئة الاممية
19 فبراير، 2016
688 11 دقائق
يمنات
محمد محمد المقالح
* وزير خارجية العدو السعودي عادل الجبير: العمليات العسكرية لقوات التحالف ستستمر في اليمن حتى عودة الشرعية!
* ولد الشيخ: الخلافات العميقة بين الاطراف المتحاربة تحول دون اجراء مفاوضات جديدة في اليمن!
من جمع وربط التصريحين الانفي الذكر نستنتج ان العالم المشغول بتطورات الحدث السوري سيترك اليمن للسعودية وحلفها الاجرامي لمواصلة قصف اليمن وقتل اليمنيين ولتدفع لمزيد من الاقتتال بين اليمنيين حتى اشعار اخر!
هناك من يقول بان “الاشعار الاخر” هو حتى اكتمال عام على بدء العدوان وحتى تكون السعودية قد احدثت اختراق كبير في جبهة الجيش واللجان يوازي ما كان يؤمل به من اختراق في محافظة صنعاء عبر فرضة نهم ولما تم احتواء هذه الجبهة ومنع تقدم المرتزقة شبرا اضافيا عن معسكر الفرضة تقرر التفكير بفتح جبهة اخرى ربما في تعز او اي محافظة اخرى بما فيها محاولة فتح جبهة اخرى في محافظة صنعاء نفسها!
من ناحيتي هذا يؤكد رؤيتي بان من يراهنون على قرب الحلول السلمية والمفاوضات السياسية واهمين من ناحية ومهزومين ومشوشي الوعي تجاه طبيعة الحرب من ناحية ثانية، وان الحقيقة وعلى خلاف كل تلك الاوهان ان السعودية لا نية لديها لإيقاف عدوانها ما لم تكسر اليمن وتحقق انتصار سحق عليه هو الرضوخ الكامل لشروطها بما في ذلك اخراج انصار الله وقوى ثورة 21سبتمبر من المشهد السياسي وتوقيع الجميع لوثيقة اذلال تعيد كل ادوات السعودية الى السلطة. ولأن هذا غير ممكن واصبح من المستحيل ان تحقق السعودي نصرا عسكريا ساحقا في اليمن، فان هذا سيعني مواصلة الحرب طالما وهناك من يغريها بإمكانية تحقيق هذا النصر المزعوم، وطالما لم نغير نحن استراتيجيتنا باتجاه هزيمتها وجعلها تتلقى ضربات موجعة وقاسية في الحدود تحديدا وفي كل الجبهات المفتوحة الاخرى من ناحية اخرى..
جبهة مأرب هي اليوم ساخنة ولكن لا انجاز عسكري وسياسي يمكن ان تحققه هذه الجبهة ما لم يتم تحرير عاصمة المحافظة نفسها ومديريات النفط والغاز وتأمين طرق تصديرها ووصولها الى بقية المحافظات وهذا ما يجب ان يتم بعد ان تقدم جيشنا ولجاننا في جبهة كوفل والجدعان خلال الايام الثلاثة الماضية بشكل مهم ونوعي وينبغي ان يتواصل هذا التقدم ميدانيا وليس فقط اعلاميا على اهمية التقدم الاعلامي ايضا. و لكنه يصبح فارغا ومجرد هضربات اذا لم يكن يستند على حقائق قائمة على الارض وباتجاه مواصلة التقدم بدون توقف وقبل ان يستعيد العدو هناك انفاسه او معنوياته المنهارة فعلا.
كما ان معركة تحرير مأرب ينبغي ان تتزامن مع معركة تحرير فرضة نهم ومفرق الجوف وتطهيرها نهائيا من مقاتلي المرتزقة بعد ان تمت محاصرتهم وتضييق الخناق عليهم من عدة جهات وقبل هذا وذاك ضرورة تأمين الجبهات الخلفية للفرضة حتى لا يحدث اختراق مشابه و لكن من مكان اخر.
و لكن كل هذه المعارك والانتصارات الداخلية على اهميتها لا تنهي الحرب العدوانية على اليمن ما لم تتواصل الانجازات المهمة في عسير وجيزان ونجران وباتجاه مزيد من التقدم ومزيد من اسقاط المعسكرات والمدن في ايدي الجيش واللجان الشعبية. و حينها تكون اي مفاوضات لإيقاف الحرب لصالح اليمن ومن اجل استكمال سيادتها واستقلالها وتحرير ما تبقى من اراضي محتلة سواء من قبل السعودية والامارات اومن قبل ادواتها الارهابية و الارتزاقية كتنظيم انصار الشريعة وغيرها من التنظيمات الارهابية في الجنوب والشمال.
المشهد في المنطقة يشير الى ان السعودية وتركيا والجماعات الاصولية ومن يقف خلف هذا المحور من قوى دولية واقليمية يخسر اليوم وبسرعة في سورية وان تقدم الجيش السوري السريع في شمال وجنوب سورية ينبئ عن انهيار متسارع للمشروع التأمري برمته على سورية وفتح المجال للتسوية السياسية السورية – السورية.
و هذا يعني ان تعويض السعودية او هذا المحور عن خسارته في سورية سيكون في اليمن حتما او هكذا يحلمون وهذا يعني استمرار العدوان وتصاعد جرائمه وتصعيد اكثر في المعارك البرية وفتح او تحريك اكثر من جبهة حرب داخلية!
نعم الميدان يقول بأن السعودية وحلفائها ومرتزقتها يتراجعون ليس فقط في سوريا بل وفي اليمن ايضا، و على كل جبهات الحرب الداخلية تقريبا وتحديدا في جبهات ميدي وذو باب وكرش ومأرب والجوف وغيرها، و لكن هذا لن يدفع السعودية لوقف عدوانها بل يدفعها لمضاعفة جهدها الاجرامي في القصف والدعم اللوجستي للمرتزقة اكثر واكثر على امل احداث اختراق ما قرب صنعاء او امكانية احتلال مدن او محافظات جديدة قبل ان تكمل الحرب عاها الاول – ان امكن – وعلينا ان نجعل ذلك المخطط التصعيدي غير ممكنا هناك في السعودية لا هنا في اليمن!